المقاومة السلمية أهم انجازات الثورات العربية
عمارة لخوص 11 July 2011

ويرى المتظاهرون أن المجلس العسكري الذي تولى دواليب الحكم مؤقتا بعد رحيل مبارك لم يحترم الالتزامات التي وعد بها. لا تزال المحاكمات العسكرية للمدنيين قائمة كما كان الأمر سابقا، إضافة إلى التباطؤ في محاكمة عائلة مبارك ورموز الفساد في النظام البائد.

أعتقد أن ابتعاد الشباب في تونس ومصر عن العنف يمثل نقطة تحول في العالم العربي. لا نجانب الصواب إذا قلنا إن اللاعنف هو سبب نجاح هذه الثورات التي أدت إلى سقوط أنظمة دكتاتورية. 

في الثمنينات كنت طالبا في احدى الثانويات في الجزائر العاصمة، أذكر أن أستاذ التاريخ (مجاهد خلال الثورة الجزائرية) لم يكن يضيع أية فرصة للتقليل من شأن المهاتما غاندي. كان يقول: “لم تكن الجزائر لتحصل عن استقلالها باتباع عقيدة اللاعنف التي نادى بها ذلك الرجل النحيف الشبه العاري. لقد حصلت بلادنا على الاستقلال بفضل دماء أبنائها”. 

في عام ١٩٩١ ألغيت نتائج الدور الأول من الانتخابات التشريعية التي فازت بها الجبهة الاسلامية للإنقاذ. وتوصل المتطرفون الى استنتاج تراجيدي مفاده ان العنف هو الوسيلة الوحيدة للحصول على السلطة. أذكر أنني رأيت في احدى الأحياء الشعبية شعارا على جدار مكتوب بخط عريض يقول: رفضتم الصناديق فتكلمت البنادق!

وتسبب ذلك في كارثة كبيرة إذ قتل خلال سبع سنوات ما لا يقل عن ١٥٠ ألف شخص، أغلبهم من المدنيين. من الحسن الحظ، لم ينجح الإرهابيون في البلدان العربية الأخرى في تقليد السيناريو الجزائري مما قلل من مخاطر القتل والتدمير.

إن الثورات العربية اليوم في تونس ومصر وسوريا تؤكد أن خيار اللاعنف أكثر فعالية من أجل تحقيق التغيير المنشود. ربما حان الأوان للقيام بنقد ذاتي جاد حول العنف و عقيدة الجهاد وإدماج فكر المهاتما غاندي في المنظومة الفكرية العربية والإسلامية.