عندما تتحول العلمانية الى مشاغبة فكرية
حكيم كريمي 4 July 2011

ودافعت الفاني المقيمة في فرنسا عن نفسها قائلة: ” ‏هذه الحرب التي وجدت نفسي طرفا فيها قد تكون سياسية فلسفية ولكن مبدأ الحرية الذي دافعنا عنه ومن أجله قامت الثورة التونسية لا تحتمل كل هذا.  ‏أنا لا أعادي الإسلام ، وفيلمي لا يتحدث عن الدين الاسلامي وأعرف أن 99 ‏في المائة من التونسيين هم من المسلمين، وأنا نفسي تربيت وسط مناح وثقافة إسلامية وجدي كان إماما ولكن من حقي أن أقول أني  ما نمنش بربي (لا أؤمن بالله) وهذا لا يتعارض مع عقيدة أحد”.  

وسبق لهذه المخرجة أن أعلنت في حصة تلفزيونية أنها ملحدة مما أدى إلى ردود فعل غاضبة على صفحات الفيسبوك، وهناك من ذهب إلى ضرورة سفك دمها. وأرجعت الفاني إلحادها الى نشأتها في كنف أسرة شيوعية رغم تمسكها بالثقافة الاسلامية واستعمال تعابير دينية في الحديث اليومي كالقول: إن شاء الله، تبارك الله وغيرها. 

ولم تسلم المخرجة التونسية من انتقادات من الوسط العلماني واليساري كالتي صدرت من الصحفي التونسي المعروف توفيق بن بريك. هناك من يرى أن هذا الفيلم استفزاز مجاني يخدم الحركات السلفية ويألب الرأي العام ضد العلمانية. اصرار الفاني على اختيار عنوان ينفي وجود الله عملية مدروسة إعلاميا وإشهاريا، فقد تحولت من مخرجة مغمورة الى شخصية معروفة. 

تتطلب هذه القضية وقفة تفكير متأنية وتطرح جملة من الأسئلة المهمة: ما الفرق بين الإلحاد والعلمانية؟ هل تعني حرية التعبير التطاول على مشاعر الناس؟ أليس من الأجدى التركيز على مطالب الثورة التونسية كمحاكمة رموز الفساد في نظام بن علي؟ أعتقد أن موقف نادية الفاني من العلمانية لا يخلو من التبسيط والغلو والمشاغبة الفكرية التي تضر أكثر ما تنفع.